فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وإنا أو إياكم} معناه إنا وأنتم لسنا على أمر واحد، فلا محالة يكون أحدنا على هدى، والآخر في ضلال، فأضلهم بأحسن تعريض، كما يقول الصادق للكاذب، إن أحدنا لكاذب.
وفي معناه:
بنو عم النبي وأقربوه ** أحب الناس كلهم إليا

فإن يك حبهم رشدًا أصبه ** ولست بمخطئ إن كان غيا

فخرج التقسيم على الإلزام لا على الشك من القائل، ومثله أو قريب منه:
زعم المنجم والطبيب كلاهما ** لا يبعث الأموات قلت إليكما

إن صح قولكما فلست بخاسر ** أو صح قولي فالخسار عليكما

وذكر الفقيه نصير المرغيناني: بأن من محاسن الكلام تجاهل العارف، مثل قوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى} وأنشد في نظائره قول المجنون:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ** ليلاي منكن أو ليلى من البشر

وقول دريد بن الصمة:
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا ** فقلت أعبد الله ذلكم الردي

فإن يك عبد الله خلى مكانه ** فما كان وقافًا ولا طائش اليد

{إلا كافة للناس} إلا رحمة شاملة جامعة. والكافة: الجماعة التي تكف غيرها. وقال الجبائي: الكافة الجماعة التي تتكفأ يمينًا وشمالًا. فجعل المضاعف من المهموز، ونقله عن المعنى المعروف.
وقال ابن بحر: معناه كافًا لهم، أي: مانعًا من الشرك. فغير المأخذ اللفظي دون المعنى، وكذلك البلخي في قوله: إنه من كف الثوب، إذا جمعه، فضم أطرافه، فقد سها في تفسير هذه اللفظة رؤساء المتكلمين.
{بل مكر الليل والنهار} قيل: معصيتهما. وقيل: مرهما واختلافهما، فقالوا: إنهما لا إلى نهاية.
{وما بلغوا معشار ما ءاتيناهم} أي: ما بلغ أهل مكة معشار ما أوتي الأولون من القوى والقدر. وقال ابن عباس: هم الأولون، ما بلغوا معشار ما آتيناهم، أي: هذه الأمة، فلا أمة أعلم منهم ولا كتاب أهدى من كتابهم.
{أن تقوموا لله مثنى وفرادى} أي: تناظرون مثنى، وتتفكرون في أنفسكم فرادى، فهل تجدون في أحواله، وأخلاقه، ومنشئه، ومبعثه، ما يتهمه في صدقه.
{يقذف بالحق} يرمي به على الباطل.
{وما يبدئ الباطل} لا يثبت إذا بدأ، {وما يعيد} لا يعود إذا زال.
وقيل: لا يأتي بخير في البدء والإعادة، أي: الدنيا والآخرة.
{وأنى لهم التناوش} التباطؤ، وقيل: التناول. قال الراجز:
بات ينوش الدلو نوشًا من علا ** نوشًا به يقطع أجواز الفلا

والمراد بالتناوش هنا: الرجعة، عن ابن عباس. والتوبة عن سدي. والإيمان عن الزجاج. أي: كيف يكون التناول من بعيد لما كان قريبًا منهم فلم يتناولوه.
{ويقذفون بالغيب} يقولون: لا بعث ولا حساب.
{من مكان بعيد} أي: يقذفون من قلوبهم، وهي بعيدة عن الصدق والصواب. تمت سورة سبأ. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة سبأ:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}.
قال: {يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} فلم يعمل {يُنْبِئُكُمْ} لأن {أَنْكُمْ} موضع ابتداء لمكان اللام كما تقول: أَشْهَدُ إِنَّكَ لَظَرِيفٌ.
{أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ}.
وقال: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} فالألف قطع لأنها ألف الاستفهام وكذلك ألف الوصل إذا دخلت عليها ألف الاستفهام.
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}.
وقال: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} أي على: هذهِ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ.
{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفُيظٌ}.
وقال: {إِلاَّ لِنَعْلَمَ} على البدل كأنه قال:ما كان ذلك الابتلاء إِلاَّ لِنَعْلَم.
{وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
وقال: {لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} لأن في المعنى لا يشفع الا لمن له أذن له.
وقال: {قَالُواْ الْحَقَّ} إن شئت رفعت وان شئت نصبته.
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}.
وقال: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} فليس هذا لأنه شك ولكن هذا في كلام العرب على أنه هو المهتدي. وقد يقول الرجل لعبده أحَدُنَا ضَارِبٌ صاحِبَه فلا يكون فيه إشكال على السامع أن المولى هو الضارب.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهذا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}.
وقال: {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} لأنك تقول قَدْ رَجَعْتُ إِلَيْهِ القَوْلَ.
{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال: {بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ} أي: هذا مكرُ اللَّيْلِ والنهار. والليل والنهارُ لا يمكران بأحد ولكن يُمْكَرُ فيهما كقوله: {مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} وهذا من سعة العربية.
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَائِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}.
وقال: {تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} و. {زُلْفى} ها هنا اسم المصدر كأنه اراد: بالتي تُقَرِّبَكُمُ عندَنا إِزْلافا.
{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}.
وقال: {مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} أي: عُشْرَهُ. ولا يقولون هذا في سوى العَشْرُ. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة سبأ:
مكية كلها.
2- {ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} أي يدخل.
وَما يَعْرُجُ فِيها أي يصعد.
3- {لا يَعْزُبُ عَنْهُ} لا يبعد، {مِثْقالُ ذَرَّةٍ} أي وزن ذرة، وهي: النملة الحمراء الصغيرة.
5- {مُعاجِزِينَ} أي مسابقين. يقال: ما أنت بمعاجزي، أي بمسابقي. وما أنت بمعجزي، أي سابقي وفائتي.
9- {كِسَفًا مِنَ السَّماء} قطعة. و {كسفا} قطعا، جمع كسفة.
10- {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ} أي سبحي. وأصله: التأويب في السير، وهو: أن تسير النهار كله، وتنزل ليلا. قال ابن مقبل: لحقنا بحي أوبوا السير بعد ما دفعنا شعاع الشمس، والطرف يجنح كأنه أراد: أوبي النهار كله بالتسبيح إلى الليل.
11- السابغات: الدروع الواسعة.
{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} أي في النسج، أي لا تجعل المسامير دقاقا فتقلق، ولا غلاظا فتكسر الحلق. ومنه قيل لصانع حلق الدروع: سراد وزراد.
تبدل من السين الزاي، كما يقال: سراط وزراط.
والسّرد: الخرز أيضا. قال الشماخ:
كما تابعت سرد العنان الخوارز ويقال للإثفي: مسرد وسراد.
12- {وَأَسَلْنا لَهُ} أذبنا له. يقال: سال الشيء وأسلته.
والقطر: النحاس.
13- {مَحارِيبَ} مساجد.
والجوابي: الحياض. جمع جابية قال الشاعر:
تروح على آل المحلق جفنة ** كجابية الشيخ العراقي تفهق

وَ {قُدُورٍ راسِياتٍ} ثوابت في أماكنها تترك- لعظمها- ولا تنقل.
يقال: رسا الشيء- إذا ثبت- فهو يرسو. ومنه قيل للجبال: رواس.
14- المنسأة: العصا. وهي مفعلة، من نسأت الدابة: إذا سقتها قال الشاعر:
إذا دببت على المنسأة من كبر ** فقد تباعد عنك اللهو والعزل

وقال الآخر:
وعنس كألواح الإران نسأتها ** إذا قيل للمشبوبتين هماهما

{فَلَمَّا خَرَّ} سقط، {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ} كان الناس يرون الشياطين تعلم كثيرا من الغيب والسر، فلما خر سليمان تبينت الجن، أي ظهر أمرها. ثم قال: {أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ}.
وقد يجوز أن يكون {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} أي علمت وظهر لها العجز. وكانت تسترق السمع، وتلبس بذلك على الناس أنها تعلم الغيب، فلما خرّ سليمان زال الشك في أمرها، كأنها أقرت بالعجز.
وفي مصحف عبد اللّه: {تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب} .
16- {الْعَرِمِ} المسناة. واحدها: عرمة قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ** يبنون من دون سيله العرما

الأكل: الثمر.
الخمط: شجر العضاه. وهي: كل شجرة ذات شوك.
وقال قتادة: الخمط: الأراك، وبريره: أكله.
والأثل: شبيه بالطرفاء، إلا أنه أعظم منه.
17- {وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ} قال طاوس: يجازي ولا يغفر له، والمؤمن لا يناقش الحساب.
18- {وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ} أي جعلنا ما بين القرية والقرية مقدارا واحدا.
19- {فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ} أي عظة ومعتبرا. {وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} أي فرقناهم في كل وجه. ولذلك قالت العرب للقوم إذا أخذوا في وجوه مختلفة: تفرقوا أيدي سبا. وأيدي بمعنى: مذاهب وطرق.
20- {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} وذلك أنه قال. لأضلنهم ولأغوينهم ولأمنينهم ولآمرنهم بكذا، فلما اتبعوه وأطاعوه. صدق ما ظنه، أي فيهم.
وقد فسرت هذا في كتاب المشكل.
23- {حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} خفف عنها الفزع ومن قرأ: {فزع} أراد منها الفزع.
24- {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} هذا كما تقول: أحدنا على باطل، وأنت تعلم أن صاحبك على الباطل، وأنك على الحق.
وقال أبو عبيدة: معناها إنك لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين.
26- {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ} أي يقضي. ومنه قوله تعالى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ} [سورة الأعراف آية: 89] أي القضاة.
26- {إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} أي عامة.
33- {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} أي مكركم في الليل والنهار.
{وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ} أي أظهروها يقال: أسررت الشيء: أخفيته،وأظهرته. وهو من الأضداد.
34- المترفون: المتكبرون.
37- {تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى} أي قربي ومنزلة عندنا.
{فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاء الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا} لم يرد فيما يرى أهل النظر- واللّه اعلم- أنهم يجازون على الواحد بواحد مثله، ولا اثنين. وكيف يكون هذا، واللّه يقول [سورة الأنعام آية: 160، وسورة النمل آية: 89، وسورة القصص آية: 84]: {مَنْ جاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وخَيْرٌ مِنْها}؟!.
ولكنه أراد لهم جزاء التضعيف. وجزاء التضعيف إنما هو مثل يضم إلى مثل، إلى ما بلغ. وكأن {الضعف} الزيادة، أي لهم جزاء الزيادة.
ويجوز أن يجعل {الضعف} في معنى الجمع، أي لهم جزاء الأضعاف. ونحوه: {عَذابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ} [سورة ص آية: 61] أي مضعفا.
45- {وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ} أي عشره.
{فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ} أي إنكاري. وكذلك: {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [سورة الملك آية: 17]، أي إنذاري وجمعه: نكر ونذر.
46- {مَثْنى} أي اثنين اثنين، وَفُرادى واحدا واحدا.
ويريد ب المثنى: أن يتناظروا في أمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وب {فرادي} أن يفكروا. فإن في ذلك، ما دلهم على أن النبي- صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم- ليس بمجنون ولا كذاب.
48- {يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} أي يلقيه إلى أنبيائه صلوات اللّه عليهم.
49- {وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ} أي الشيطان، {وَما يُعِيدُ}.
51- {وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ أي عند البعث وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ} أي قريب على اللّه، يعني القبور.
52- {وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ}؟ أي تناول ما أرادوا بلوغه، وإدراك ما طلبوا من التوبة. {مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} من الموضع الذي تقبل فيه التوبة.
والتناوش يهمز ولا يهمز. يقال: نشت ونأشت، كما يقال: ذمت الرجل وذأمته، أي عبته.
وقال أبو عبيدة: نأشت: طلبت. واحتج بقول رؤبة:
إليك نأش القدر النئوش وقال: يريد طلب القدر المطلوب- وقال الأصمعي: أراد تناول القدر لنا بالمكروه.
{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} أي: بالظن أن التوبة تنفعهم.
53- {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ} من الإيمان. وهذا مفسر في تأويل المشكل بأكثر من هذا التفسير. اهـ.